لذيذةٌ تلكَ حلوَياتُ بعدَ الإفطارِ ، ولولا مراعاةُ الصائمِ لصحتِهِ لأكثرَ منها لطيبِ مذاقِها
إلا أنَّ هناكَ حلوَياتٌ كلما أكثرتَ من تناولِها استقامتْ صحتُكَ بل دُعيَ الصائمُ الى ملازمتِها طيلَة الشهرِ الفضيلِ !
إنها الحلوَياتُ المعنويةُ " الدعاءُ والمناجاةُ معَ اللهِ تعالى "
إذ لا توازيها لذةٌ ولا يُقرنُ معها طعمٌ ، فللدعاءِ في شهرِ رمضانَ نكهةٌ خاصةٌ فإنَّ اللهَ سبحانهُ رغّبَ عبادَهُ ليطلبوا ما يشاءونَ و لم يجعلْ بينَهُ وبينَهم حاجباً
فهوَ أكرمُ الأكرميَن والصائمُ ضيفُهُ ، قالَ عزَّ اسمهُ:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]
فأغتنمْ كلَّ أوقاتِ الشهرِ بالمناجاةِ ، واحرصْ على فتراتِ مظانِّ استجابةِ الدعاءِ كليالي القَدرِ
وكُنْ واثقاً ومتيقناً بإنَّ اللهَ تعالى لن يَرُدَكَ خائباً أبداً ، فاخترْ من أدعيةِ القرآنِ الكريمِ والنبيِّ وعترتهِ فهيَ كُنوزٌ ثمينةٌ بما تضمنتهُ من معانٍ ساميةٍ ، وآدابٍ في مناجاةِ العبدِ الخاشعِ لربِّهِ العظيمِ كأدعيةِ الصحيفةِ السجاديةِ ودُعاءِ الافتتاحِ ودُعاءِ الجَوشنِ الكبيرِ ودُعاءِ المُجيرِ المذكورةِ في كُتبِ الأدعيةِ ككتابِ مفاتيحِ الجنانِ وكتابِ إقبالِ الأعمالِ وكتابِ مصباحِ المُتهجدِ وغيرِها ,
فإنَّ : للصائمِ عندَ إفطارِهِ دعوةً لا تُردُّ كما نطقتْ بذلكَ الأخبارُ الشريفةُ